حكايات| «حوريات الإفتاء» ..  تمكين فتيات الأزهر بطريقة علمية

فتيات الأزهر
فتيات الأزهر

أصالة ومعاصرة، قاعدة حياتية يسعى الأزهر الشريف لتحقيقها بالتعامل الإيجابي مع الواقع المجتمعي من ناحية والحفاظ على تراثنا الفقهي والديني من ناحية أخرى.

هذا ما وجدته «بوابة أخبار اليوم» في زيارتها لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، شباب واعد يرتدون الزي الأزهري الضارب بوجاهته في عمق الزمان يُحاورون أحدث الأجهزة التكنولوجية بعدة لغات.. وكوكبة أخرى من المُفتيات اللاتي حصلن على أحدث الدورات التدريبية المؤهلة للفتوى يُقدمن الفتاوى الخاصة بالنساء باحترافية علمية شديدة وبصورة تكنولوجية أيضًا.

يكفي أن تتصل برقم 19906 ليتم التواصل مع سؤالك فى سرية تامة وبمنهجية علمية تليق بأقدم الجامعات العربية والإسلامية.

 

«بوابة أخبار اليوم» حرصت في زيارتها لمركز الأزهر العالمي للفتوى على رصد القسم الخاص بفتاوى النساء، وفي هذه السطور إطلالة على «حوريات الإفتاء»:

 

يؤكد د. أسامة هاشم الحديدي، مدير مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن الأزهر الشريف قلعة العلم الشرعي في العالم الإسلامى، وقبلة الباحثين عن الوسطية السمحة التى تضمن استقرار المجتمعات وتعايشها السلمي، ولذلك أعطى للمرأة اهتمامًا خاصًا طوال تاريخه، وبتطور الزمن واستحداث وسائل تكنولوجية فى مجال الاتصالات تضاعفت عنايته بالمرأة المسلمة حتى أصبحت محور اهتمام الأزهر الشريف في العصر الحديث، ومن مظاهر هذا الاهتمام على المستوى الديني ما قام به الأزهر في الآونة الأخيرة من إنشاء مركز عالمي للفتوى الإلكترونية، كانت المرأة أهم مكوناته حيث تم استحداث قسم خاص بإفتاء النساء أولاه الإمام الأكبر د. أحمد الطيب عنايته الخاصة ويتابع نشاطه باهتمام، كما كان للدورات التدريبية التى ألقاها للمفتيات دور بارز في صقلهن علميا.

 

ويوضح د. أسامة أن القسم يضم مجموعة منتقاة من خيرة فتيات الأزهر الشريف يحملن مؤهلات شرعية وعربية، وتربين في أروقة الأزهر الشريف وتشبعن بمنهجه الوسطي، وتشربت نفوسهن العلوم الشرعية على يد أساتذة متخصصين.

 

وأضاف أن الغرض من إنشاء هذا القسم المهم كان لدفع الحرج عن المرأة في أن تسأل الرجال عن أحوالها الخاصة وما يعتريها من ظروفٍ تستحي أن يطلع عليها الرجال، كما أن القسم يقدم خدماته للجمهور عبر الإجابة المباشرة والسرية عن طريق الهاتف، مع تسجيل المكالمات.

 

معايير الاختيار
 

أما الشيخ إسماعيل الغاباتى، المشرف على قسم فتاوى النساء، أبان أن المركز يضم 18 مُفتية وأنه يسعى لتدريب وتأهيل عدد آخر من فتيات الأزهر بعد نجاح التجربة، وأنه كانت هناك جملة من المعايير التي تم اختيار المُفتيات على أساسها للعمل بقسم إفتاء النساء، من أبرزها: الإلمام التام بالعلوم الشرعية والعربية، والقدرة على تكييف المسائل الفقهية، والبعد عن التعصب المذهبي، وإجادة الحوار البنّاء وسرعة البديهة، فضلًا عن التخصص الدقيق الذى تمتاز به كل واحدة منهن على حدة، مع ضرورة الاطلاع المستمر على كل ما يخص المرأة فى جميع مجالات الحياة.

 

ويتابع أنه بعد الاختيار وفقًا لهذه المعايير خضعن لتدريب علمي اشتمل على عدة محاور من أهمها: التعدد المذهبي الذى يتيح للمفتية سعة في إصدار الفتوى بما يناسب حال السائلة، ودراسة علوم الآلة كالمنطق والنحو والصرف وما يرتبط بالعمل الفتوى من وسائل التواصل وحسن العرض، بالإضافة إلى دراسة مهارات خاصة بالاستماع والتحدث، ودراسة مستفيضة لواقع المرأة في المجتمع وما يعتريها من أحوال وما تعانيه من مشاكل اجتماعية، وابتكار حلول تناسب حالتها المعاصرة.

 

ويؤكد أن أكثر القضايا التى يعالجها القسم تتمثل في: قضايا الدماء كالحيض والنفاس والاستحاضة وهو ما يشكل القدر الأكبر من تساؤلات المرأة لما يتعلق به من عبادات كالصلاة والصيام والحج، وكذلك أمور العبادات كالصيام والحج والصلاة والتطوع، وغير ذلك، وبالطبع مسائل الزواج والطلاق والخِطبة، ومسائل العلاقات الزوجية وما يجوز فيها وما لا يجوز، مع مسائل التربية والأخلاق وتنشئة جيل سليم عقديا وأخلاقيا واجتماعيا..

 

ويشير إلى أن القسم يقدم خدماته للجمهور من خلال حملات التوعية التي يطلقها بالتزامن مع المناسبات الاجتماعية والدينية، كما يوجد قسم خاص بالمراقبة حيث يتم تسجيل المكالمات لضمان جودة الفتوى ويراقب عملية الإفتاء مباشرةً أعضاء هيئة تدريس بجامعة الأزهر وهن سيدات لرفع الحرج عن المستفتية.. وللتواصل مع قسم فتاوى النساء بمركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية الاتصال برقم 19906 واختيار رقم 6.

 

وتوضح مي مرسى يوسف حسن عضو إفتاء بقسم فتاوى النساء بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أنها خضعت لدورات تدريبية مكثفة على أيدي هيئة كبار العلماء وأعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر، ومن ثم بدأت العمل كعضو فتوى بقسم فتاوى النساء بالمركز، وتشير إلى أن هذا القسم هو الأول من نوعه في العالم العربي والإسلامي الذي يتيح للسائلة أن تسأل دون أن تستشعر الحرج فهي تتحدث مع سيدة مثلها، فقد ترد إلينا أسئلة خاصة بالحيض أو فيما يسمى بالعادة الشهرية كانقطاع الدم ثم عودته مرة أخرى وتسأل ماذا تفعل هل تصلى وتصوم أم لا؟ أو أن هناك أيام نقاء متخللة فيه فهل تعد حيضًا أم لا؟، وبمجرد الاتصال نرحب بأسئلة جمهور النساء على الرقم 19906 واختيار رقم 6 الخاص بالقسم، فستجد السائلة أختًا لها تعاونها فى فهم أمور دينها بطريقة صحيحة وبصورة ميسرة.


 

القضايا المعاصرة
 

أما رشا كمال عبد المنعم فتؤكد أنها خضعت مع زميلاتها لتدريب مكثف في جميع المجالات التي تخدم الفتوى منذ عام ونصف وما زال التدريب مستمرا، وتشير إلى أن أكثر القضايا التي تجيب عنها تتمثل في كل ما يخص المرأة المسلمة في العبادات والأحوال الشخصية والقضايا المعاصرة مثل: الزي الشرعي، وحكم الإجهاض بكل أسبابه، وعمليات التجميل، واستئجار الأرحام، وبنوك البويضات والمني، والتلقيح الصناعي.

 

وتقول نورا عبد الفضيل عبد اللطيف، إن مفتيات القسم يرحبن باتصالات أخواتهن وأمهاتهن للرد على تساؤلاتهن واستفساراتهن، ونحن في خدمتهن بكل رحب وسعة.

 

وتشير هبة إبراهيم محمد إبراهيم سالم، إلى أنها تجيب عن الفتاوى الخاصة بالنساء باللغتين العربية والإنجليزية، وأن هناك أسئلة كثيرة نتعامل معها، ومنها على سبيل المثال: المسائل الخاصة بالنساء اللائى يعانين من وساوس تتعلق بالعبادة، وكذلك المسائل الخاصة والدقيقة التى تتعلق بتعامل الزوجة مع زوجها وعلاقتها به، وكذلك بعض الأسئلة الخاصة بحكم الإجهاض ونجيب على الرسائل النصية على البوابة والمتعلقة بالنساء، وهناك بعض الحالات التى تتطلب تدخلا من وحدة «لم شمل»  فنحيلها إليها للتعامل معها.